التوصل إلى الاتفاقية الشاملة للنقل الجوي بين سلطنة عمان والاتحاد الأوروبي
تتضمن الاتفاقية مجموعة من القواعد من أجل تعاون وشراكة أوسع
بين سلطنة عمان والاتحاد الأوروبي في مجال النقل الجوي والطيران المدني
قامت هيئة الطيران المدني اليوم بالتوقيع بالأحرف الأولى (التأشير) رسمياً على الاتفاقية الشاملة للنقل الجوي بين سلطنة عمان والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، وذلك في مقر المفوضية الأوروبية بالعاصمة البلجيكية (بروكسل).
وتأتي هذه الاتفاقية الشاملة تتويجاً للعديد من جلسات المفاوضات بين الجانبين والتي بَدأت الجولة الأولى منها في شهر مارس من عام 2019م بمسقط، تأكيداً لطموحات الطرفين في تعزيز حركة النقل الجوي بين سلطنة عمان ودول الاتحاد الأوروبي لتكون أكثر تحرراً وانفتاحاً.بروكسل ، بلجيكا ، 1 ديسمبر 2021 - بعد حوالي عامين من المفاوضات ، قامت هيئة الطيران المدني العمانية اليوم رسميًا بالتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية نقل جوي شاملة مع الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه ، مما يشير إلى طموحات سلطنة عمان في اتفاقية حركة جوية أكثر تحررًا مع الاتحاد الأوروبي
.
يشار إلى أن الاتفاقية الشاملة للنقل الجوي المؤشر عليها اليوم تؤكد التزام الطرفين بتسهيل تشغيل شركات الطيران بين أسواق النقل الجوي العمانية والأوروبية، حيث توضع الأطر القانونية للتشغيل بشكل عادل ومتساوٍ ضمن خطة لفتح الأجواء بينهما يتم تنفيذها بشكل تدريجي على مدى خمس سنوات من توقيع الاتفاقية.
حضر مراسم التوقيع بالأحرف الأولى كلاً من سعادة المهندس/ نايف بن علي بن حمد العبري - رئيس هيئة الطيران المدني بسلطنة عمان، وسعادة السفير/ نجيم بن سليمان بن نجيم العبري - سفير سلطنة عمان لدى مملكة بلجيكا ورئيس بعثتها لدى الاتحاد الأوروبي، كما حضر اللقاء من الجانب الأوروبي سعادة/ هنريك هولولي - المدير العام للمواصلات والنقل بالمفوضية الأوربية.
يذكر بأن سلطنة عمان لديها حالياً اتفاقيات ثنائية للنقل الجوي مع (18) دولة أوروبية بعضها مفتوحة الحقوق إلا أن عددا منها تتضمن حقوقاً مقيدة بما في ذلك الاتفاقيات الموقعة مع كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا. وستفتح الاتفاقية الشاملة للنقل الجوي المجال أمام الناقل الوطني لسلطنة عمان (الطيران العماني) لزيادة عدد رحلاته إلى المحطات الأوروبية الحالية، كما تتيح كذلك إضافة وجهات أوروبية أخرى للناقلين الوطنيين (الطيران العماني وطيران السلام).
وفي المقابل، ستسمح الاتفاقية لجميع شركات الطيران الأوروبية بتشغيل رحلاتها مباشرة إلى مطارات سلطنة عمان من أي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، حيث تسير حالياً الخطوط الجوية الفرنسية (
Air France
) والخطوط الجوية الملكية الهولندية (
KLM
) رحلاتهما المنتظمة مباشرة إلى مطار مسقط الدولي، كما تشغل شركات طيران أوروبية أخرى رحلات سياحية موسمية إلى مطار صلالة. وتهدف الاتفاقية بشكل فعال إلى استقطاب المزيد من شركات الطيران في الاتحاد الأوروبي لجدولة رحلاتها المباشرة إلى مختلف المطارات في سلطنة عُمان.
كما تتضمن الاتفاقية أيضًا أحكاماً تتعلق بعدد من الجوانب الأخرى بما في ذلك أحكاماً تتعلق بسلامة وأمن الطيران المدني وأخرى للمنافسة العادلة وتكافؤ الفرص التجارية بين شركات الطيران، وكذلك أسس إدارة الحركة الجوية، وحماية البيئة في مجال الطيران، والجوانب الاجتماعية للعمل بشركات الطيران.
وبهذه المناسبة صرح سعادة المهندس / نايف بن علي بن حمد العبري- رئيس هيئة الطيران المدني بسلطنة عمان بالقول: “لقد سعدنا بالتوصل إلى الاتفاقية الشاملة للنقل الجوي المؤشر عليها هذا اليوم مع الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، ونأمل أن تعزز الاتفاقية التعاون المتبادل والربط الجوي بين سلطنة عمان ودول الاتحاد الأوروبي
.
إن رفع مستوى التبادل التجاري من خلال زيادة الحركة الجوية بين الجانبين هي أحد الفوائد التي نرجو أن تحققها اتفاقية الأجواء المفتوحة، ونحن على ثقة تامة بأن هذه الاتفاقية ستؤدي إلى انتعاش فرص التبادل السياحي والتجاري بين الجانبين
".
من جانبه قال هنريك هوليولي، المدير العام للمواصلات والنقل بالمفوضية الأوروبية: "إن التوقيع اليوم بالأحرف الأولى على الاتفاقية الشاملة للنقل الجوي هذه يوضح مدى التعاون الناجح بين المتفاوضين من كلا الطرفين، في حين يعزز العلاقات الوثيقة بين الاتحاد الأوروبي وسلطنة عمان في مجال الطيران المدني
.
وبمجرد التوقيع على الاتفاقية، ستتوفر فرصًا جديدة ومزيداً من الخيارات ومعايير أعلى للمسافرين وموظفي قطاع الطيران والنقل الجوي. و
إنني أتطلع إلى الارتقاء بشراكتنا في مجال الطيران على مستوى أكبر.
"
المهندس/ عبد العزيز بن سعود الرئيسي -الرئيس التنفيذي للطيران العماني، أضاف قائلا: "إن الاتفاقية التي تم التوقيع عليها رسمياً بالأحرف الأولى اليوم تمثل إنجازاً كبيراً ولحظة حاسمة لقطاعي الطيران والسياحة في سلطنة عمان والاتحاد الأوروبي على حد سواء
.
وفيما يتصل بالطيران العماني، فإن هذا يعني إتاحة المزيد من الرحلات وخيارات السفر والمرونة والوجهات العالمية أمام كل ضيوفنا من رجال الأعمال والسياح عبر شبكة معززة لوجهات الشركة
.
كما تمنح الاتفاقية هذه لضيوفنا المسافرين من الوجهات الأوروبية وصولاً سهلاً إلى مناطق الجذب السياحي والمعالم السياحية المتنوعة بسلطنة عمان كالشواطئ والجبال والوديان والصحاري وأيضا مواقع التراث العالمي لليونسكو، مما يتيح لهم تجربة زيارة واحدة من أكثر الوجهات المرغوبة سياحياً في الشرق الأوسط
".
كما قال الكابتن/ محمد أحمد- الرئيس التنفيذي لطيران السلام: “نحن سعداء بتتويج المفاوضات بالتوقيع على هذه الاتفاقية اليوم، ومن المؤمل أن تسهل هذه الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في تنويع السفر الجوي بما يتماشى مع رؤية عمان 2040، وهي مفيدة للغاية لطيران السلام
حيث تم مؤخراً استلام طائرتنا الجديدة من طراز إيه 321 نيو
التي يمكن تشغيلها على الخطوط بعيدة المدى، حيث تهيّئ هذه الاتفاقية فرصا مناسبة لتشغيلها إلى المطارات الأوروبية، التي تتمتع بإمكانات كبيرة للنمو في سوق السفر بين سلطنة عمان والدول الأوروبية
.
سوف لن تزودنا هذه الشراكة بمنصة مهمة لتوسيع شبكتنا فحسب، بل ستساعدنا أيضًا على توفير خدمة اقتصادية التكلفة ومريحة وأكثر فعالية للمسافرين أيضاً
".
وأختتم الشيخ / أيمن بن أحمد بن سلطان الحوسني- الرئيس التنفيذي لمطارات عمان قائلا: "نحن سعداء للغاية بتوقيع هذه الاتفاقية بالأحرف الأولى بين سلطنة عمان والاتحاد الأوروبي، ونقدّر بصدق جهود هيئة الطيران المدني بسلطنة عمان والمفوضية الأوروبية من أجل تحقيق هذا الحدث المهم للغاية. إن ذلك يشكل علامة فارقة في تاريخ الطيران حيث ستعمل الاتفاقية بلا شك على تعزيز التواصل بين سلطنة عمان ودول الاتحاد الأوروبي -لا سيما كونها توفر فرص كبيرة للناقلين الوطنيين للسلطنة (الطيران العماني وطيران السلام) وكذلك شركات الطيران الأوروبية لتعزيز شبكات خطوطهم الجوية بين المطارات العمانية والمطارات الأوروبية، مما سيؤدي بلا شك إلى طرح المزيد من الأسعار التنافسية وخيارات السفر للمسافرين. ونظراً لأننا نمر حاليا بمرحلة التعافي من الوباء، فإن قطاع الطيران في سلطنة عمان يشهد مرحلة مهمة من التطور والاستقرار، وستزيد هذه الاتفاقية بالفعل من منافع الطيران المتبادلة وتتجاوز صناعة الطيران والمسافرين، فهي تساهم في زيادة التبادل التجاري والسياحي بالإضافة إلى تعزيز فرص الاستثمار ونمو الإنتاجية، إلى جانب زيادة فرص العمل والتنمية الاقتصادية بين الجانبين
".
وتأتي هذه الاتفاقية في وقت أدت فيه جائحة كورونا (كوفيد-19) إلى تشديد الدول القيود على السفر الجوي، الأمر الذي خفض بشكل كبير العمليات التشغيلية لشركات الطيران على المستوى العالمي. وقد استأنف مؤخراً قطاع الطيران في سلطنة عمان مرحلة التعافي التدريجي، حيث تم إعادة تشغيل العديد من المحطات بما في ذلك الوجهات الأوروبية للطيران العماني التي كانت قد توقفت مؤقتًا خلال الموجتين الأولى والثانية للجائحة
.
ومنذ إعادة فتح سلطنة عمان السفر أمام المحصنين بلقاحات كوفيد-19 في بداية شهر سبتمبر من هذا العام 2021م، فقد أعاد الناقل الوطني لسلطنة عمان (الطيران العماني) تشغيل رحلاته إلى عددٍ من محطاته الأوروبية بما في ذلك لندن وباريس وزيورخ وميونيخ، كما أن الطيران العماني يخطط لإعادة تشغيل المحطات المتبقية المتوقفة اعتباراً من بداية العام القادم 2022م مع الأخذ في الاعتبار الوضع الوبائي العالمي وتخفيف قيود دخول الدول
.
هذا وقد تم الاتفاق بين الجانبين على البدء في استكمال الإجراءات القانونية بكل منهما المتعلقة بنص الاتفاقية الذي تم التوصل إليها والتأشير على بنودها اليوم بغية الإعداد لجلسة أخرى قريبا يتم خلالها التوقيع النهائي على بنود الاتفاقية الشاملة للنقل الجوي بين سلطنة عمان والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه.
14 تِشْرِين الثانِي 2023
اقرأ أكثر